البعثة النبوية وحياة الرسول في مكة

قياسي

عناصر الفصل

أولا: محمد قبل البعثة

  • نسبه
  • اسرته الشريفة
  • مولده وحياته قبل البعثة

ثانيا : بعثة الرسول

  • بدء الوحي
  • مراحل الدعوة
  • مقاومة قريش واسبابها ومراحلها
  • هجرة المسلمون إلي الحبشة
  • اسلام حمزة وعمر بن الخطاب
  • مقاطعة بني هاشم
  • عام الحزن والخروج من الطائف
  • الاسراء والممعراج
  • الرسول يعرض نفسه علي القبائل
  • بيعة العقبة الاولي
  • بيعة العقبة الثانية
  • هجرة الرسول من مكة إلي يثرب

ثالثاً: قيام الدولة العربية الاسلامية في المدينة

  • تنظيم الحياة العامة في المدينة
  • موقف النبي من قريش وقبائل الحجاز

 

 

أولا : محمد قبل البعثة

  • نسبه :

هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر (قريش) وهو الجد العاشر للرسول ويمتد نسبه إلي عدنان وهو الجد العشرون للرسول وعدنان من نسل اسماعيل بن ابراهيم عليهما السلام

  • اسرته :

♦ هاشم بن عبد مناف

هو الجد الثاني لرسول الله كان سفير قريش لدي الملوك وكثيراً ما كان يقود تجارة قريش إلي الشام لذلك عقد معاهدة تجارية مع الروم حتي تذهب التحارة إلي الشام في أمان ومات في إحدي رحلاته التجارية وكان متزوج وله ولد اسمه “شيبه” وقد قام “المطلب” أخو “هاشم” بإحضاره وأردفه خلفه فظن بعض الناس أنه عبداً للمطلب لذلك اطلقوا عليه “عبد المطلب”

♦ عبد الله بن عبد المطلب

روي ان رجلاً جاء إلي النبي وقال له “يا ابن الذبيحين فلم ينكر الرسول بذلك والذبيح الأول هو اسماعيل بن ابراهيم عليهما السلام وقد ورد ذكر قصته في القرآن الكريم أما الذبيح الثاني فهو عبد الله بن عبد المطلب والد الرسول وخلاصة قصته هي أن عبد اللمطلب كان عليه سقاية الحجاج هذا الامر يتطلب منه احضار الماء من مكان بعيد ووضعها في أحواض ليشرب منها الحجاج وكان هذا صعباً ويحتاج إلي جهد كبير وايد كثيرة ففكر في حفر بئر زمزم ولكنه وجد تعنت من قريش لذلك نذر لئن ولد له عشرة بنين ليذبحن واحداً منهم أما الكعبة تقربا للآلهة فلما اصبح لديه عشرة أبناء اراد ان يفي بنذره فجمعهم امام هبل وطلب إلي صاحب القداح ان يضرب عليهم فخرجت القرعة علي عبد الله وهو اصغر الابناء وأحبهم إلي عبد المطلب فأخذ الشفرة وذهب ليزبحه فكفته قريش واشاروا عليه أن يذهب إلي عرافة شهيرة فاشارت عليهم بأن يضربوا القدح بين عبد الله وبين عشرة من الابل فإن جاء القدح علي عبد الله يزيد عشرا علي الابل حتي يأتي القدح عليهم إلي أن وصل العدد إلي مائة من الابل ونجا عبد الله من الذبح فذاعت شهرته ثم تزوج بعد ذلك بأمنة بنت وهب

♦ آمنة بنت وهب

تزوجت عبد الله وكانت في قمة سعادتها بهذا الزواج واثناء حملها بمحمد خرج عبد الله في تجارة إلي الشام ومات في الطريق واصبحت آمنة في غمرة من الحزن ووجدت سلواها في الجنين ثم في الطفل ولكنها سرعان ما ماتت هي ايضا حين بلغ ابنها السادسة من عمره ولقد ماتت في منطقة “الابواء” بين مكة والمدينة

  • مولده وحياته قبل البعثة

ولد محمد في التاسع من شهر ربيع الاول (ابريل عام 571م) وقد ارضعته حليمة السعدية وكام في ذالك الوقت في كفالة جده “عبد المطلب” وعندما شب كان يرعي الغنم ولما مات جده كفله عمه “ابو طالب” وتربي في بيته وساعده في اعمال التجارة وسافر معه إلي الشام قبل ان يبلغ الحلم

وعندما بلغ (14) سنة شهد حرب الفجار التي دارت بين كنانة وقريش من جهة وهوازن من جهة أخري وكان دوره ان يناول اعمامه النبل

ومن أهم الاعمال التي قام بها محمد قبل البعثة تجارته في مال خديجة حيث سافر إلي الشام ومعه غلامها ميسرة وعاد وقد ربحت هذه التجارة وكان هذا سبب في زواجه من خديجة وكان عمره وقتئذاً 25 سنة وعمر خديجة 40 سنة

وعندما بلغ محمد 35 سنة كانت قريش تجدد الكعبة وحدث اختلاف بينهم فيمن يضع الحجر الاسود وكاددت ان تشب الحرب بينهم إلا أنهم أتفقوا علي ان يحتكموا إلي أول شخص يدخل عليهم وكان محمد فقالوا هو الامين رضيناه حكما وعندما أخبروه بسط رداءه وطلب ان تأخذ كل قبيلة طرف الرداء ورفعوه وأخذه الرسول ووضعه في مكانه

ثانيا: بعثة الرسول

كان محمد قبل ان يأتيه البعث يذهب إلي غار حراء في شهر رمضان من كل عام ليخلو بنفسه ويتأمل ويفكر في الكون وصانعه وقد كانت زوجته تشجعه و تساعده بأن تعد له الطعام

  • وبدء الوحي:

بينما محمد يفكر نزل عليه جبريل يوم الاثنين السابع عشر من شهر رمضان وضمه إليه ضمه شديدة ثم اطلقه وقال له اقرأ فأجاب ما أنا بقارئ فضمه الثانية واطلقه وقال له اقرأ فاجاب ما أنا بقارئ فضمه الثالثة ثم اطلقه وقال له

اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5)) سورة العلق

فأسرع محمد إلي البيت وهو يرتجف فقص علي خديجة ما رآه وقال لها لقد خشيت علي نفسي فقالت له والله لا يخزيك الله ابدا فاشارت عليه ان يذهبا إلي ابن عمها رقة ابن نوفل فاستجاب الرسول لرأيها وذهبا إليه وقص عليه محمد القصة فقال له هذا هو الناموس الذي ينزل علي الانبياء ليتني أكون معك حين يخرجني قومك فسأله محمد أومخرجي هم ؟ فاجاب ورقة : لم يأت رجل بمثل ما جئت به إلا عودي وان يدركني يومك انصرك نصراً مؤزراً ثم لم يلبث ورقة أن توفي

انقطع جبريل عن محمد فترة بعد ذلك وكان محمد يترقبه في الغار وخارج الغار فسمع مره وهو يمشي صوتا فرفع رأسه إلي السماء فرأي جبريل علي نحو ما رآه في الغار فرجع إلي بيته مرتجفاً وقال دثروني دثروني فدثروه فجائئه جبريل فألقي عليه نداء ربه (يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنْذِرْ (2) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (5) وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ (6) وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ (7)) المدثر 1-7

وكانت هذه هي الايات الاولي التي كلفت محمد بالدعوة فنهض محمد عليه السلام ليحمل هذا العبء الكبير

ويروي ان الرسول كان يتصبب عرقا عندما كان يتلقي القرآن من جبريل فقالت له السيدة خديجة استرح يا محمد فقال لها لا وقت للراحة ونهض ليؤدي واجبه تجاه الدعوة

  • مراحل الدعوة

مرت دعوة محمد للناس كما أمره ربه في سورة المدثر بثلاث مراحل وهي:

1 – المرحل الفردية

2 – دعوة بني عبد المطلب

3 – الدعوة العامة

أولا : المرحلة الفردية

تمثلت في دعوة الرسول لأهل بيته واصدقائه لمبادئ الاسلام الأولي التي ذكرتها الاية وهي الايمان بالله ونبذ الاوثان واستمرت هذه الدعوة ثلاث سنين

فآمن به في هذه المرحلة زوجته وابن عمه علي وزيد مولاه ثم دعا أبا بكر ولاسلامه يحتاج لمزيد من التفصيل كان ابا بكر صديق محمد قبل البعثة وعندما نزل الوحي علي محمد التقي الصديقان فسأله ابو بكر :لقد افتقدتك طويلا يا محمد فكيفة حالك فقال له : اتصدقني لو حدثتك بحالي ؟ فقال ابو بكر: ومن سواك اصدق اذا لم اصدقك ؟ واخبره الرسول بما انزل عليه من وحي فصدقه ابو بكر وقال له ماذا افعل فقال له قل اشهد ان لا إله إلا الله واشهد وان محمد رسول الله فرددها عدة مرات

ومن خلال ابي بكر اسلم السابقون الاولون عثمان بن عفان ، الزبير بن العوام، سعد بن ابي وقاص ، عبد الرحمن بن عوف ، طلحة بن عبدالله ، ابو عبيدة بن الجراح

   ومما يذكر عن اسلام طلحة ان بني تميم قومه وقوم ابي بكر سخطوا علي اسلامهما حيث قاموا بربطهما في حبل واحد وعرفا بعد ذلك بالقرينين

ومن الذين استجابوا لدعوة السابقين خالد بن سعيد بن ابي العاص الذي سمع عن دعوة الرسول وكان متردداً في قبولها فرأي في المنام انه علي شوك وسوف يقع فأدركه محمد وخلصه من الوقوع فذهب إليه وسأله إلام تدعو يا محمد فقال له ادعوا إلي الله وحده لا شريك له وإلي الاحسان إلي والديك وغيرها من هذه الامور فاسلم واتبع دينه

 

ثانيا : دعوة بني عبد المطلب

عندما نزل علي النبي قوله تعالي (وانذر عشيرتك الاقربين) دعا بني عبد المطلب ليجنمعو به فلما حضروة اخبرهم بدعوته فصدقه بعضهم وكذبه اخرون وهتف ابو لهب قائلا : تباً لك الهذا دعوتنا فنزل قوله تعالي

ôتَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2) سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ (3) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ (5) سورة المسد

وقد كانت هذه المرحلة بدء الجهر بالدعوة للدين الجديد

ثالثا : الدعوة العامة

وفي هذه المرحلة كان الرسول يدعو كل طوائف الناس العبيد والسادة يدعو اهل مكة والبلاد المجاورة لها والحجاج الذين يفدون إلي مكة وقد اسلم في هذه المرحلة سلمة بن هشام أخو ابو جهل وابو حذيفةبن عتبة بن ربيعة وغيرهم

  • مقاومة قريش واسبابها ومراحلها

ما ان بدأ الرسول يجهر بالدعوة حتي اعلنت قريش مقاومتها لهذا الدين وسلكت كل السبل للقضاء عليه وكانت

هناك اسباب لهذه المقاومة وهي :

  • انتشار الرق في الجزيرة العربية حيث كان العبد رقيق العقل والقلب بالاضافة إلي الرق الجسماني فلما جاء الاسلام لم يعترف برق العقل والقلب واعطي للرقيق حقوقاً لدي سيده في الطعام والكساء والزواج وحرية الفهم و الدين

 

  • السيادة القبلية والتنافس عليها حيث كان هناك منافسة شديدة بين العرب علي الرياسة والسلطان فلم تستطع قريش ان تفرق بين النبوة و بين السيادة او الملك فلم يكن من الممكن ان تسلم قريش زماها لبني عبد المطلب وتفقد سيادتها

 

  • المساواة بين السادة والعبيد حيث كان العرب يهتمون بالفوارق الطبقية اهتماماً شديداً اما دعوة محمد فكانت تدعو إلي المساواه بين السادة والعبيد وقد يُفضل العبد علي سيده ان كان اكثر منه تقوي لذلك لم يقبل الساده بهذا الدين الذي يهدم تقاليدهم

 

  • الفزع من البعث حيث أن الاسلام تحدث ان هناك بعث بعد الموت لمحاسبة الناس علي اعمالهم فلم تتقبل قريش هذا البعث ومحاسبة الانسان بالعدل دون ان يكون له سلطة أو نفوذ

 

  • تقليد الآباء فقد كان تقليد الاباء في المعاملات والعبادات شيئاً راسخاً عند العرب وقالوا حسبنا ما وجدنا عليه آبائنا فهزئ بهم سبحانه وتعالي في قوله “أولو كان آباؤهم لا يعلمون شيئا ولا يهتدون “

 

  • بيع الاصنام حيث كان من بين العرب من يحترف فن نحت الاصنام وبيعها للحجاج الذين كانوا يشترونها للتبرك والذكري ولما جاء الاسلام وحرم عبادة الاصنام فوجد هؤلاء التجار ان الاسلام سيقضي علي تجارة الاصنام لذلك سرعان ما قاوموا الاسلام وثاروا عليه

 

 

  • مراحل المقاومة :

مرت المقاومة بثلاث مراحل وهي:

  • العدوان علي العبيد والضعفاء                    2- العدوان علي كل المسلمين        

3- العدوان علي الرسول

أولا: العدوان علي العبيد والضعفاء

كانت هي الخطوة الاولي وذلك لأن العبيد في نظرهم ليسوا أحراراً في عقولهم وأبدانهم وعلي هذا تعرض ياسر وابنه عمار وزوجته سمية وبلالاً وغيرهم إلي ألوان قاسية من العذاب ليس فيها رحمة ومن صور هذا العذاب الضرب والحرمان من الطعام والشراب ووضع الحجارة المحماه فوقهم وغيرها من الصور وقد مات ياسر وهو يعذب ولما صرخت امرأته شاكية طعنها ابو جهل بحربة فقتلها
ومن نتائج هذا قام اغنياء المسلمين بشراء هؤلاء العبيد واعتقوهم ومن هؤلاء الاغنياء ابو بكر الذي اعتق بلالاً ، وامه حمامة ، وعامر فهيرة وخمس من النساء ويقال ان فيه نزلت الاية ” وسَيُجَنَّبُها الأتْقَى الذِيِ يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكّى ” إلي أخر الايات

 

ثانيا: العدوان علي كل المسلمين

اصبح في هذه المرحلة كل مسلم هدفا للهجوم والايذاء من المشركين مهما كانت

مكانته في قريش ومهما كان ثراءه ومن الذين تعرضوا لهذا الاذي

  • ابو بكر الصديق
    فقد اوذي ايذاءاً شديداً علي الرغم من سنة ومكانته في قريش ومن شدة المعاناة التي لقيها هم بالهجرة إلي الحبشة ولكن احد ساده قريش قابله وعاد معه في جواره ولكن ابا بكر سرعان ما رد هذا الجوار حتي لا ينعم بالامن في وقت يعاني فيه المسلمين ألواناً من العذاب
  • عثمان بن عفان
    حيث قام عمه “الحكم بن العاص” بحبسه في حجرة مظلمة وقيده بسلاسل من حديد وهدده بأنه سيبقي هكذا حتي يعود إلي آلهة قومه ولكنه رفض ان يعود إلي الكفر
  • الزبير بن العوام
    تعرض إلي سخط عمه “نوفل بن خويلد” الذي وضعه في حجرة مظلمة مكتوف الايدي واطلق في الغرفة دخان كثيف حتي ضاقت انفاسه ولم ينقذه من الموت إلا امه “صفية” التي هددت انها ستدخل الاسلام إذا استمر “نوفل” في العذاب
  • هجرة المسلمون إلي الحبشة

نظراً لما تعرض له المسلمون من آذي واصابهم البلاء من قريش فقد فكر الرسول في ان يرسل المسلمين المستضعفين إلي بلد أخري ليبعدوا من ايذاء قريش لهم أما المسلمون الاشداء فقد بقوا بمكة يدفعون العدوان عن الرسول
وكانت هذه البلاد هي الحبشة حيث ان ملكها لا يظلم أحد وكانت هذه الهجرة علي مرحلتين يعرفان باسم هجرة الحبشة الاولي وهجرة الحبشة الثانية

هجرة الحبشة الأولي : كانت في السنة الخامسة للدعوة وقوامها احد عشر رجلاً واربع نساء فكان فيهم عثمان بن عفان وزوجته رقية بنت الرسول والزبير بن العوام وزوجته وكان عثمان بن مظعون رئيس هؤلاء المهاجرين وبعد فترة من الهجرة وصل إلي المسلمين في الحبشة خبر اسلام عمر كما بلغهم أن قريش عقدت نوع من الهدنة مع المسلمين لحرصهم علي ألا تقوم حرب أهليه لذلك عاد إلي مكة بعض المهاجرين ولكن عند عودتهم وجدوا أن العداء بين قريش و المسلمين لم يهدأ فلم يستطيعوا دخول مكة إلا بجوار أو مستخفين أما باقي المهاجريين بقوا في الحبشة حتي السنة السابعة للهجرة

هجرة الحبشة الثانية : كانت بعد اشهر قلائل واشترك فيها ثمانون رجلا وأمرأة وهي ام حبيبة بنت ابي سفيان مع زوجها عبدالله بن جحش وكان جعفر بن ابي طالب زعيم المهاجرين
ارادت قريش أن تكيد للمغتربين لتحرمهم هذا الملجأ فقامت بارسال عمر بن العاص وعبدالله بن ربيعة المخزومي إلي النجاشي ومعم مجموعة كبيرة من الهدايا
واراد عمر ان يوقع بين المسلمين والنجاشي فقال أن المسلمين يقولون في عيسي وامه مريم قولاً عظيما فعقد النجاشي مجلساً وفيه نجح جعفر بن عبد المطلب في عرض الفكر الاسلامي فجعل النجاشي يقول : إن هذا والذي جاء به عيسي يخرج من مشكاة واحدة ويقال أن النجاشي اسلم وثار عليه اهله
وفي العام السابع رجع هؤلاء الي المدينة ويُروي أن رسول الله عندما رأي جعفر قال: ما أدري بأيهما اسر بفتح خيبر ام بقدوم جعفر

ثالثا : العدوان علي الرسول
في هذه المرحلة تعرض الرسول للهجوم والايذاء وقد بدأ ذلك بعد هجرة المسلمين إلي الحبشة حيث اتجهت قريش لرأس الحركة وهو محمد بن عبد الله فقاموا في بادئ الامر باغراءه بالمال ولكنه سخر منهم ثم اغراءه بالملك إلا ان الرسول وضع حداً لهذه العروض الرخيصة بقوله “والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمالي ما تركت ذلك حتي يظهره الله أو اترك دونه “
ثم اتجه العدوان بعد ذلك بإنزال الاذي عليه مباشرة حيث كانت ام جميل زوجة ابي لهب تلقي الاقذار والاشواك أمام داره في غسق الله حتي يتأذي عند خروجه مبكراً    وكان ابو جهل يلقي القاذورات فوقه وهو يصلي
ويروي ابن العباسان النبي كان يصلي فجاءه ابو جهل واعتدي عليه وحاول نهيه عن الصلاة ولكن الرسول زجره وهدده فقال ابو جهل : يهددني محمد وقد علي ان ما من رجل أكثر ناديا مني فأنزل الله فيه الايات الكريمة ” أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى (9) عَبْدًا إِذَا صَلَّى (10) أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى (11) أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى (12) أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (13) أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى (14) كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ (15) نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ (16) فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ (17) سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ (18) كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ (19) سورة العلق
فقال العباس والله لو دعا ناديه لأخذته الملائكة .

وكان ابو طالب يحمي الرسول ويرد عنه الكثير من الأذي كما كانت زوجته خديجة بمثابة بلسم يشفي ما يصيبه من آلام وكانت تواسيه وتشجعه حتي يعود لنشاطه ويسترد عزمه وقوته.

 

 

  • اسلام حمزة وعمر بن الخطاب

دخل كل من حمزة وعمر الاسلام في السنة الخامسة للدعوة فعز ذلك الاسلام وأدركت قريش ان مسألة محمد ستؤدي إلي انتصار دينه مادام يجتذب الاقوياء وان العدوان علي المسلمين سيؤدي إلي حرب داخلية وبخاصة ان اسلام حمزة ارتبط بعدوان ابو جهل وهدده بالانتقام اذا اعتدي علي محمد
لذذلك اتجهت قريش إلي المفاوضات والمساومة مع ابا طالب بأن يعطوه عمارة بن الوليد ويأخذوا محمد ليقتلوه فرفض ابو طالب ذلك قائلا: بئس ما تساومونني اتعطوني ابنكم اغذوه لكم واعطيكم ابني تقتلونه

  • مقاطعة بني هاشم

علمت قريش أن مصدر قوة محمد هي أهله بني هاشم لذلك عزمت علي مقاطعتهم جميعا بدلا من محاربتهم فاجتمعوا وكتبوا صحيفة تقرر فيها مقاطعة بني هاشم ألا يشتروا منهم وألا يبيعوا لهم وعدم الزواج منهم ودامت هذه المقاطعة ثلاث سنوات وكان ابو طالب طوال هذه الفترة شديد الرعايا والاهتمام بالرسول

وكان من المشركين من يعارض هذه المقاطعة مثل عمرو بن الحارث وهو كاتب الصحيفة وعاتكة بنت عبد المطلب عمة الرسول

ومما يذكر عن نهاية الصحيفة أن الله بعث عليها الارضة فلحست كل شئ وابقت اسم الله جل علاه واوحي إلي محمد بذالك فأخبر عمه الذي تحدي المشركين فأحضرو الصحيفة وظهر صدق محمد ولكن المشركين اعتبروا هذا سحر وزاد بغيهم .

  • عام الحزن والخروج من الطائف

وفي السنة العاشرة من البعثة ألح المرض علي ابي طالب فلم يلبث ان توفي وبعد وفاته بشهرين أو ثلاثة توفيت السيدة خديجة وعرف هذا العام بعام الحزن

وتفيد الصادر أنه عقب ذلك خرج رسول الله إلي الطائف ليعرض دعوته علي قبيلة ثقيف فاجتمع مع ساداتها ودعاهم إلي عباده الله الواحد فاعرضوا عنه واغروا سفهائهم يسبونه ويرمونه بالحجارة فعاد الرسول إلي مكة ولم يدخلها إلا بعد ان استجار بالمطعم ابن عدي احد سادات قريش
ولعل اسباب رفض قبيلة ثقيف للدعوة هي :
1- العلاقات والمصالح التجارية المتبادلة بين قريش وثقيف
2- أن الطائف كانت مركز لعبادة الآلهة اللات لذا خافوا ان تتأثر مكانة اللات بالدعوة الاسلامية

  • الاسراء والمعراج

لقد اسري برسول الله في السنة العاشرة من البعثة من المسجد الحرام بمكة إلي المسجد الاقصي ببيت المقدس حيث كان النبي في بيت ام هانئ وجاءه جبريل بالبراق فركبه الرسول حتي بيت المقدس وصلي اماماً بالانبياء في بيت المقدس وقابل بعض الانبياء في السموات السبع ورأي الجنة والنار وفرضت عليه الصلوات الخمس وعاد به جبريل في نفس الليلة إلي مكة وقرر في الصباح ان يخبر قومه فاشفقت عليه ام هانئ من تكذيب قومه ولم يصدقه أحداً سوي ابو بكر لذلك لقب بالصديق

  • الرسول يعرض نفسه علي القبائل

كان الرسول يستغل مواسم التجارة والحج في عرض دعوته علي القبائل المجتمعة حتي ينشروها في بلادهم
ويذكر الطبري أن النبي ذهب إلي قبائل كنده وبني عامر وبني حنيفه وعرض عليهم الدعوة ولكن هذه القبائل لم تستجب له وذلك بسبب
1- علاقتها الوطيدة مع قريش
2- مصالحها التجارية المتربطة مع قريش
3- قيام ابو لهب بشن دعاية كبري ضد النبي وتحذير القبائل من اتباع محمد والدخول في دينه

  • اتصال الرسول بقوم من يثرب ودخولهم الاسلام

جاء نفر من الاوس إلي مكة للتحالف مع قبيلة قريش ضد الخزرج في يثرب ولكن قريش رفضت ذلك فانتهز الرسول فرصة وجودهم في مكة وعرض عليهم الاسلام فاسلم احدهم ويدعي اياس بن معاذ الاوسي
كما جاء في نفس العام وفد من يثرب لزيارة بيت الله الحرام وعبادة اصنامهم فاجتمع بهم الرسول ودعاهم للوحدانية فصدقوه واسلموا جميعا

  • بيعة العقبة الاولي

كان النبي يستغل اي فرصة للقاء وفود العرب في مكة وذات مرة إلتقي برهط من الخزرج عند العقبة وكان عددهم ستة رجال فدعاهم إلي الاسلام وقرأ عليهم بعض آيات القرآن فأجابوه وصدقوه وعادوا إلي قومهم وذكروا لهم ما قاله رسول الله لهم فانتشرت دعوته في بيوت يثرب وكان ذلك في العام الحادي عشر من البعثة
وفي العام المقبل وفدد إلي مكة اثنا عشر رجل منهم تسة من الخزرج وثلاث من الاوس فبايعوا الرسول وتعرف تلك البيعة ببيعة العقبة الاولي “بيعة النساء” وفيها عاهدوا النبي علي ألا يشركوا لعبادة الله شيئا ولا يسرقوا ولا يزنوا ولا يعصون النبي
فبعث معهم الرسول كل من مصعب بن عمير واسعد بن زرارة ليقرأهم القرآن ويدعونهم إلي عبادة الله فلم يبقي دار في يثرب إلا ودخلها الاسلام

  • بيعة العقبة الثانية

وفي السنة الثالثة عشر من البعثة خرج من يثرب ثلاث وسبعون رجل وامرأتان من الاوس والخزرج قاصدين مكة وجاء إليهم الرسول ومعه العباس وابو بكر الصديق وعلي بن ابي طالب وتحدث لهم العباس وذكر ان محمد في غز من قومه ومنعة في بلده ولكنه فضل الانحياز إلي اهل يثرب وطلب منهم ان يتعاهدوا علي حمايته فأجابه البراء بن معرور احد رجال الخزرج انهم صادقون في عزمهم فقام النبي ورغبهم في الاسلام وتلا عليهم بعض ايات القرآن فتعاهدوا للنبي بحمايته ورحبوا بهجرته إلي مدينتهم فقام ابوالهيثم التيهاني قائلا: “يارسول الله انا بيننا وبين الناس حبالا_يقصد اليهود_ وانا لقاطعوها فعل عسيت ان اظهرك الله ترجع إلي قومك وتدعنا” فتبسم الرسول وقال “بل الدم الدم الهدم الهدم انتم مني وانا منكم اسالم من سالمتم واحارب من حاربتم ”
وطلب منهم ان يختاروا اثنا عشر رجلا من بينهم ليكونوا رؤساء علي الناس فأختاروا تسعة من الخزرج وثلاث من الأوس وبايعوا الرسول ولكنهم كتموا أخبار هذه البيعة حتي لا تعلمها قريش ولكن تسرب خبر هذه البيعة إلي قريش فجن جنونهم حتي انهم تعقبوا آثار وفد من يثرب بمكة اثناء عودتهم وتمكنوا من القيض علي سعد بن عبادة وقيدوه وآذوه حتي اطلق سراحه منهم جبير بن مطعم لعلاقته الطيبة بسعد الذي رجع إلي يثرب

  • هجرة الرسول من مكة إلي يثرب

عندما علكن قريش بتحالف الرسول مع عرب يثرب (بيعة العقبة الثانية) اشتد آذاها بالمسلمين لذلك آذن الرسول لأتباعه بالهجرة إلي المدينة فتجهز المسلمون وخرجوا جماعة بعد جماعة في ستر وخفاء حتي لم يبق في مكة إلا رسول الله وابو بكر وعلي بن ابي طالب ومن اعتقلته قريش كرها
واجتمعت قريش بدار الندوة عندما علمت بهجرة الرسول وقرروا قتله فأعلم الله رسوله بذلك فخرج من داره ليلاً وجعل علي بن ابي طالب ينام في فراجه وتوجه إلي ابي بكر وأخبره بأن الله أذن له بالخروج من مكة فطلب منه ان يصحبه في الهجرة فوافق الرسول وذهبا إلي غار بجبل ثور ومكثا فيه ثلاث ليالي وكانت اسماء بنت ابي بكر تأتي لهم بالطعام ويأتي عبد الله بن ابي بكر بالاخبار كل مساء
وفي اليوم الرابع استأجر رسول الله دليلا يدعي “عبدالله بن اريقط” وساروا إلي يثرب حتي بلغوا قباء واسس فيها مسجداً ثم اكمل مسيره إلي يثرب وهو علي ناقته التي بركت في مربد لغلامين يتيمين من بني النجار واشتري الرسول المربد بعشر دنانير وأمر ان يبني عليه مسجدا وعلي جانبيه المساكن وقد استغرق هذا سبعة أشهر كان فيهما رسول الله ضيفا عند ابي ايوب الانصاري

 

ثالثا: قيام الدولة العربية الاسلامية في المدينة

  • تنظيم الحياة العامة في مجتمع المدينة .

اخذا النبي ينظم الحياة العامة ويرسم السياسة التي سوف يقدمها لنشر الاسلام داخل المدينة وخارجها فقام بالآتي : ….

  • بناء المسجد
    كان هذا أول ما فعله النبي في المدينة واتخذ هذا المسجد
  • داراً للعبادة وإدارة دفة الامور
  • كان بمثابة دار للحكومة الاسلامية فيه تعقد الاجتماعات العامة ومجالس الحرب
  • كان داراً للقضاء واستقبال الوفود ومعالجة جرحي المسلمين وتعليم القرآن
  • ارسال الوفود إلي الملوك والأمراء لدعوتهم إلي الاسلام
  • كان الرسول يجيش الجيوش ويعقد اللواء للقواد في الغزوات التي لم يباشرها بنفسه
  • ارسال الولا والحكام وعمال الصدقات إلي انحاء شبه الجزيرة المختلفة ليفقهوا الناس في الدين ويحكموا بينهم بالعدل
  • المؤاخاه بين المهاجرين والانصار فصار لكل مهاجر أخ من الانصار يشاركه في بعض ماله وداره
  • وضع اسس التكافي الاجتماعي بين افراد المجتمع الاسلامي فتيسرت سبل العيش علي الفقراء من المسلمين
  • الصحيفة

كان هدف النبي توفير الامان للناس في المدينة وتوفير الحماية لهم ضد اي عدوان خارجي فكان هذا الامر يقتضي تنظيما معيناً يحدد الحقوق والواجبات لكل عشيرة أو جماعة من سكان المدينة فكتب الرسول كتابة أو صحيفة يتضمن النواحي الآتية :

أولاً : ارساء مبدأ الوحدة الاسلامية
فالمسلمون أمة واحدة من دون الناس

ثانيا : تنظيم العلاقة بين المسلمين في المدينة

  • لا يتحالف بعضهم ضد البعض لأن هذا يتنافي مع مبدأ الوحدة الاسلامية وبذلك قضي علي المحالفات القبلية التي كانت بين القبائل قبل الاسلام
  • التضامن والتعاون بين افراد الجماعة الاسلامية ايام السلم وايام الحرب
  • تنظيم مسائل السلم والصلح مع الاعداء فلا يحل لبعض المسلمين ان يسالموا

اعدائهم دون العض الأخر حتي لا يضرب العدو المسلمين ببعضهم

  • التعاون ضد من يعتدي علي المدينة
  • يتكاتف المسلمون جميعاً ضد من ظلم أو اعتدي او أفسد ولو كان ابن احدهم
  • عدم نصرة من يرتكب جريمة فلا جوار لظالم أو معتدي
  • من يرتكب جريمة قتل فعليه ان القصاص إلا إذا رضي ولي القتيل بالدية والمسلمون جميعا علي القاتل تي يقتص منه
  • لضمان تحقيق ذلك اسندت السلطة التنفيذية للنبي وبذلك نزع النبي السلطة القضاء من رؤساء القبائل وركزها في يده أو من ينوب عنه

ثالثاً : تحديد العلاقة مع قريش

  • منع مشركي المدينة من اجارة مشركي قريش وعدم منع المسلمين عنهم
  • منع المسلمين في المدينة من اجارة قريش أو حلفاءها
  • لقريش وحلفاءها حق الصلح إذا طلبوه إلا من حارب منهم الاسلام .

رابعاً : تنظيم العلاقة مع اليهود في المدينة

  • اقرار الحرية الدينية ليهود المدينة
  • يتمتع اليهود بالمساواة التامة مع المسلمين في الحقوق والواجبات
  • يقوم اليهود بتمويل انفسهم عند قتال من يعتدي علي المدينة بل ويتكاتف ويتضامن الطرفان (اليهود والمسلمون) في الانفاق حتي النصر ضد من يحارب أهل المدينة
  • التعايش السلمي بين الطرفين تعايشاً يقوم علي الاخلاص والنصح وعدم الغش والخداع والتآمر لأن يهود المدينة أمة مع المؤمنين .
  • فرض الجهاد
    فرض الله الجهاد علي رسوله فوجه انظاره لنشر الاسلام خارج المدينة ولم يشرع الله الجهاد للعدوان أو الاعتداء علي الناس أو لنشر الاسلام بحد السيف كما يقول يعض المستشرقين بل ان الشجها شرع لتحقيق اهداف أخري سامية
    من هذه الاهداف :-
  • الدفاع عن النفس
  • رد الظلم واسترجاع الحق بمحاربة الذين اضطروهم للهجرة وأجبروهم علي الخروج من بلدهم مكة ظلما وعدواناً
  • تأمين الدعوة الاسلامية والدفاع عنها ضد من يقف في سبيلها أو يحاول ان يفتن المسلمين عن دينهم
  • تأيب الخائنين والناقضين للعهد مثلما حدث من يهود المدينة حينما خانوا الرسول ونقضوا عهدهم معه وانضموا إلي مشركي مكة لقتال الرسول

 

  • موقف النبي مع قريش وبلاد الحجاز  

استطاع الرسول ان يهدد القرشيين في تجارتهم التي كانت تمر بين مكة والمدينة عن طريق التحالف مع القبائل المقيمة علي هذا الطريق لأن النبي كان يعرف مدي حرص قريش علي توفير الامان والاطمئنان للطرق التي تمر بها ونجح الرسول في تهديد تجارتهم .

تم بحمد الله

السيرة النبوية

قياسي

ذكر نسبه صلي الله عليه وسلم

نسب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَشرف وكرم أشرف الْأَنْسَاب وأفخره بَين الْأَعْرَاب وَهُوَ مِنْهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى عدنان النّسَب الْمُتَّفق عَلَيْهِ فَلَا خلاف فِيهِ بَين عُلَمَاء النّسَب وَأما من عدنان إِلَى آدم فقد اخْتلف فِيهِ اخْتِلَافا كثيرا

لذالك سنقوم بتقسم نسبه إلي ثلاث أقسام كالتالي

الجزء الأول: وهذا الجزء اتفق على صحته أهل السير والأنساب وهو إلى عدنان

محمد بن عبد الله بن عبد المطلب- واسمه شيبة- بن هاشم- واسمه عمرو- بن عبد مناف- واسمه المغيرة- بن قصي- واسمه زيد- بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر- وهو الملقب بقريش وإليه تنتسب القبيلة- بن مالك بن النضر- واسمه قيس- بن كنانة بن خزيمة بن مدركة- واسمه عامر- بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان»

الجزء الثاني: وهذا الجزء اختلفوا فيه ما بين متوقف فيه وقائل به، وهو ما فوق عدنان إلى إبراهيم عليه السلام عدنان

هو ابن أد بن هميسع بن سلامان بن عوص بن بوز بن قموال بن أبيّ بن عوام بن ناشد بن حزا بن بلداس بن يدلاف بن طابخ بن جاحم بن ناحش بن ماخي بن عيض بن عبقر بن عبيد بن الدعا بن حمدان بن سنبر بن يثربي بن يحزن بن يلحن بن أرعوي بن عيض بن ديشان بن عيصر بن أفناد بن أيهام بن مقصر بن ناحث بن زارح بن سمي بن مزي بن عوضة بن عرام بن قيدار بن إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام

الجزء الثالث: وهذا الجزء لا نشك أن فيه أمورا غير صحيحة وهو ما فوق إبراهيم إلى آدم عليهما السلام

هو ابن تارح- واسمه آزر- بن ناحور بن ساروع- أو ساروغ- بن فالخ بن عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح- عليه السلام- بن لامك بن متوشلخ بن أخنوخ- يقال هو إدريس عليه السلام- ابن يرد بن مهلائيل بن قينان بن آنوشة بن شيث بن آدم عليهما السلام

أهمية التاريخ في نظر العلماء والفلاسفة

قياسي

طائفة من كلمات وآراء لمشاهير علماء الشرق في التاريخ

علماء العرب

التاريخ للزمان مرآة ، وتراجم العلماء للمشاركة والمشاهدة مرقاة ، وأخبار الماضين لمن عانته الهموم ملهاة ، وقد أفاد التاريخ حزمًا وعزمًا ، وموعظة وعلماً ، وهمة تُذهب هماً ، وبيانا يزيل وهناً و وهما ، وصبرا يبعث التأسي بمن مضى ، واحتشاما يوجب الرضى بما خفى وجلا من القضاء . ” وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك . لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ” .
[الصلاح الصفدي]

جاء في الحكمة اليونانية ان في تعميم التاريخ تعليم للفلسفة بالأمثلة .

انه لا يتصوّر على وجه الكرة وجود أمّة تشعر بذاتها ، تعرف نفسها قائمة بنفسها إلا إذا كانت حافظة لتاريخها ،واعية لماضيها ، متذكرة لأولاوياتها و مبادئها ، مقيدة لوقائعها مسلسلة لأنسابها ، خازنة لآدابها مما لا يقوم به إلا علم التاريخ الذي هو الوصل بين الماضي والمستقبل ، والرابط بين الآنف والمستأنف .

[الأمير شكيب أرسلان ]

إن قلم تواريخ العالم و وقائعه هو قلم المعاد الروحاني فإنه يحضر ما مضى من العالم وحوادثه ويعيده لك في صورة الخيال فتراه بقلبك وتشاهده ببصيرتك .

[ ابن القيم الجوزية ]

التاريخ من أعظم العلوم أدبا وأعذبها منبعا ، وأهناها مشربا ، وأنورها مطلعا وأحلاها في القلوب موقعا لم تزل محاسنه تروق ، وفوائده تفوق ، وفرائده تشوق ، به تعرف أخبار من سلف من العرب والعجم ، وأحاديث ذوي المراتب والهمم ، تستفاد منه محاسن الأعيان وتفهم مواقف الشجعان ، ومقاتل الفرسان وأوقات مواليدهم ومدد أعمالهم ،ومواضع منازلهم، ومعاهد ديارهم ، وسيرة الكرماء في كل وقت ومن اختص بفيض هباته بالهيبة وغيره بالمقت ،

وكل عالم وعمن أخذ فنون علمه ، وكل أديب ومحاسن نثره وبديع نظمه ، والنظر في السنة الشريفة وأسماء رجالها ومراتب رواتها ، وطبقات فرسان مجالها ، حتى أن الواقف عليه قد أدرك كلا منهم في عصره ومصره ، ونظره في ساحة ميدانه ومشيد قصره ، ورأي الآية وأصبح للعلوم من أفواههم متلقيا ، وعلم من كان بجده وهزله إلى ورود العلياء مرتقيا أو كأنه قد شاهد كسرى في إيوانهن وهو يقص الرؤيا على موبذانه و عاصر سيف ا بن ذي يزن في أوانه ، وجالس إبن أبي الصلت ينشده على قصر غمدانه ،
وفي كتاب الله عزوجل وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم من أخبار الأمم السابقة ، وأنباء القرون الخالية ، ما فيه عبرة لذوي البصائر ، واستعداد ليوم تبلى فيه السرائر ، وقد اختار الله عزوجل لنا أن نكون آخر الأمم ، واطلعنا على أخبار من تقدم ، لنتعظ بما جرى على القرون الخالية ، وتعيها أذن واعية .

[ أبن شاكر الكتبي ]

التاريخ معاد معنوي يعيد الأعصار وقد سلفت ، وينشر أهلها وقد ذهبت أثارهم وعفت ، وبه يستفيد عقول التجارب من كان غرا ، ويلقى من قلبه من الأمم وهلم جرا ، فهم لديه أحياء وقد تضمنتهم بطون القبور ن وعنه غيب وقد جعلتهم الأخبار في عداد الحضور .
ولولا التاريخ لجهلت الأنساب ، ونسيت الأحساب ولم يعلم الإنسان ان أصله من تراب ، وكذلك لولاه لماتت الدول بموت زعمائها ، وعمى على الأواخر حال قدمائها ، ولم يحط علما بما تداولته الأرض من حوادث سمائها ، ولمكان العناية به لم يخل منه كتاب من كتب الله المنزلة ، فمنها ما أتى بأخباره المجملة ومنها ما أتى بأخباره المفصلة ، وقد ورد في التوراة مفردا في سفر من أسفارها وتضمن تفصيل أحوال الأمم السالفة ومدد أعمارها .
وقد كانت العرب على جهلها بالقلم وخطه ، والكتاب وضبطه ، تصرف إلى التاريخ جمل دواعيها ، وتجعل لها أول حظ من مساعيها ، فتستغنى بحفظ قلوبها عن حفظ مكتوبها ـ وتعتاظ برقم صدورها ، وعن رقم سطورها ، كل ذلك عناية منها بأخبار أوائلها و أيام فضائلها ، وهل الإنسان إلا ما أسسه ذكر ه وبناه ؟ … وهل البقاء لصورة لحمه ودمه لولا بقاء معناه ؟ …

[ عز الدين ابن الأثير ]